منتدى سلمى

الفنون الأدبية في الأندلس 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الفنون الأدبية في الأندلس 829894
ادارة المنتدي الفنون الأدبية في الأندلس 103798

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى سلمى

الفنون الأدبية في الأندلس 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الفنون الأدبية في الأندلس 829894
ادارة المنتدي الفنون الأدبية في الأندلس 103798

منتدى سلمى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى سلمى

اهلا بك يا زائر في منتدى سلمى

اهلا ومرحبا بكم فى منتديات سلمى
الفنون الأدبية في الأندلس Support

    الفنون الأدبية في الأندلس

    kelopatra
    kelopatra
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 33
    تاريخ التسجيل : 27/06/2010
    العمر : 38

    جديد الفنون الأدبية في الأندلس

    مُساهمة من طرف kelopatra الأربعاء سبتمبر 01, 2010 6:51 am

    الفنون الأدبية في الأندلس

    الشـــــــــــــعر



    مما يلفت النظر شيوع الشعر في المجتمع الأندلسي، إذ لم يكن الشعر وقفًا على
    الشعراء المحترفين، وإنما شاركهم في ذلك الأمراء والوزراء والكتاب
    والفقهاء والفلاسفة والأطباء وأهل النحو واللغة وغيرهم، فالمجتمع الأندلسي
    بسبب تكوينه الثقافي القائم على علوم العربية وآدابها، ثم طبيعة الأندلس
    التي تستثير العواطف وتحرك الخيال، كل ذلك جعل المجتمع يتنفس الشعر طبعاً
    وكأنما تحول معظم أهله إلى شعراء.





    إعداد/ رعــ سماءــــد




    اتجاهاته

    اتجه الشعر في الأندلس إلى ثلاثة اتجاهات، الاتجاه المحافظ الذي يهتم
    بالموضوعات التقليدية ويتبع منهج القدماء في بناء القصيدة من حيث الأسلوب
    البدوي، حيث تحوي ألفاظه جزالة وعبارات لا تخلو من خشونة وحوشيّة، أما
    بحوره فطويلة وقوافيه غنائية، ويحتذي هذا الاتجاه نماذج المشرق.



    أما الغزل فكان يعبر عن الحب الصادق، فلا مجال إلا لفارس عاشق أو عاشق فارس
    يُذكر بعنترة بن شداد، ولعل أهل الأندلس كانوا يتمثلون عالم الآباء
    والأجداد، حيث الصحراء والكثبان والواحات وهم في عالم يبعد عن ذلك العالم،
    وكأنهم يستلهمون العالم المثالي، وبالرغم من ذلك كان لهذا الاتجاه سماته
    الخاصة في الشعر الأندلسي، وقد جعلت تلك السمات لهذا الشعر ذاتية مستقلة
    وطبعت الملامح الأولى للشعر الأندلسي وميزته عن الشعر المشرقي، ومن أشهر
    شعراء هذا الاتجاه عبد الرحمن الداخل وأبو المخشي والحكم بن هشام وعباس بن
    ناصح وغيرهم من شعراء الفترة الباكرة.



    أما الاتجاه الثاني فهو المحدث، وهو الاتجاه الذي حمل لواءه بالمشرق مسلم
    بن الوليد وأبو العتاهية وغيرهما, من دعاة التجديد، الذين ثاروا على
    الاتجاه المحافظ وطرقوا موضوعات جديدة بأسلوب متنوع، خالفوا فيه طريقة
    القدماء في بناء القصيدة، وعرفت الأندلس هذا الاتجاه على يد عباس بن ناصح،
    حيث نقله من المشرق، وتمثل الاتجاه المحدث في الأندلس باهتمامه بأغراض لم
    تكن قائمة بذاتها في القصيدة من قبل، فظهرت القصائد بأسلوب قصصي لا يخلو من
    روح الدعابة والسخرية، أما صوره فتتألّف من عناصر حضرية في لغة يسيرة
    الألفاظ وإيقاع يميل إلى البحور القصيرة والقوافي الرقيقة، ويعد الشاعر
    يحيى بن حكم الغزال من أشهر رواد هذا الاتجاه.



    وآخر هذه الاتجاهات هو الاتجاه المحافظ الجديد الذي ظهر في المشرق بسبب
    تطرف الاتجاه المحدث ومن ثم هو محاولة لإعادة الشعر العربي إلى طبيعته
    وموروثه دون جمود أو بداوة، وقد عمد هذا الاتجاه إلى الإفادة من رقي العقل
    العربي بما بَلَغَتْه الثقافة العربية الإسلامية من نهضة واسعة في مجتمع
    توفرت له أسباب الحضارة، وكان هذا الاتجاه محافظًا في منهج بناء القصيدة
    ولغتها وموسيقاها وقيمها وأخلاقها وروحها، ولكنه مجدد في المضمون وفي معاني
    الشعر وصوره وأسلوبه، ويمثل أبو تمام والبحتري والمتنبي دعائم هذا الاتجاه
    في المشرق، وقد عرفت الأندلس هذا الاتجاه على يد نفر من الأندلسيين رحلوا
    للمشرق وعادوا للأندلس بأشعار البحتري وأبي تمام، وكانت فترة الخلافة في
    ذروة نضجها، إذ كان المجتمع الأندلسي في هذه الفترة قد تجاوز الانبهار
    بالمستحدثات الحضارية التي بهرت شعراء القرن الثاني وأصبح أكثر استقراراً
    وتعقلاً، ومن أعلام هذا الاتجاه ابن عبد ربه وابن هانئ والرمادي وغيرهم.



    أغراض الشعر الأندلسي

    عالج شعراء الأندلس مختلف أغراض الشعر وإن تميزت بعض الأغراض باهتمام أكبر
    من غيرها، ويمثل الشعر أحد جوانب الحضارة العربية الأندلسية، فقد عبر عن
    قوالب تلك الحضارة وعن مضمونها وطبيعة الصراعات السياسية والتغيّرات
    الاجتماعية في الأندلس.



    النسيب (الغزل)

    من أهم الأغراض التي عالجها الشعر الأندلسي، وأوضح سماته تلك الرقة في
    العواطف المعبّر عنها في رقة البيان، وكان للحياة الأندلسية دور إيجابي في
    طبيعة شعر الغزل، فهو غزل حسّي يقف عند حدود الوصف المادي مستعيراً أوصاف
    المحبوب من البيئة حوله، وبالرغم من ذلك فهناك من اتخذوا الغزل العفيف
    مذهباً لهم مثل ابن فرج الجياني الذي يقول:

    وطالعة الوصال صددت عنها وما الشـيطان فيـهـا بالمطاع بدت في الليل
    سـافرة فباتت ديـاجي الليـل سـافرة القناع فملّكت الهـوى جمحات قلبي لأجري
    في العفاف علـى طباعي




    وأجمل ما في الغزل الأندلسي بجانب لطف التعبير، أن الصادق منه شديد
    التأثير، خاصة حين يبكي الشاعر ويحن في إيقاع غير متكلف، ويمثل ابن زيدون
    قمة هذا الاتجاه خاصة في قصائده إلى ولادة بنت المستكفي، ومن أجملها قوله:





    تكاد حــــــــين تناجيكم ضمائرنا
    يقضي علــينا الأسى لولا تأسينا
    حــــــــــالت لفقدكم أيامنـا فغدت
    سـوداً وكــــانت بكم بيضاً ليالينا
    وقول ابن عبد ربه:
    يا لـــــــؤلؤا يسبي الـعقول أنيق
    ورشـــــــا بتقطيع القلوب رقيقا
    ما إن رأيت ولا سمـــــعت بمثله
    دراً يـعود مــــــــن الحياء عقيقا
    وإذا نظرت إلى محـــاسن وجهه
    أبصرت وجهك فــي سناه غريقا
    يا مــــــن تقطع خصـره من رقة
    مـــــــا بال قلبك لا يكـون رقيقا؟



    ومن أشهر شعراء الغزل في الأندلس ابن زيدون وابن سهل وابن شهيد، وإن كان كل الشعراء قد أدلوا بدلوهم في شعر الغزل.



    المدح

    أما شعر المدح فكان موجهاً إلى الأمراء والخلفاء والحكام، وكان يتناول
    جانبين من حياتهم، أولهما الصفات التي يخلعها الشاعر على ممدوحه من شجاعة
    ووفاء وكرم، وثانيهما انتصارات الممدوح التي هي نصر وعزٌ للإسلام والمسلمين
    ثم وصف لمعاركهم الحربية.

    ويتراوح أسلوب المدح بين الجزالة والسهولة، والفخامة والرقة، وفقاً لطبيعة
    المعاني المعبّر عنها، ولكنه بوجه عام يميل إلى التأنق في العبارة
    والصياغة، وقد تختلف طريقة بناء قصائد المدح بين شاعر وآخر، فبعضها كان
    ينهج نهج الأقدمين، فيبدأ بمقدمة طللية ونسيب ووصف للرحلة ثم يتخلص إلى
    المدح، بينما نجد منهم من يعمد إلى موضوعه مباشرة دون مقدمات، ويقدم صنف
    ثالث بين يدي ممدوحه شيئاً من الغزل أو وصف الطبيعة أو الشكوى والعتاب،
    وعقب ذلك ينتقل إلى المدح، ومن أشهر شعراء الأندلس في هذا الغرض ابن حمديس
    وابن هانئ وابن زيدون وابن دراج القسطلي، ولا نجد من الشعراء المحترفين
    شاعراً لم يعالج هذا الغرض.

    يقول (ابن حمديس) مادحاً الأمير أبا الحسن علي بن يحيى:





    تُفشـي يداك سـرائر الأغماد
    لقطاف هام واختلاء هوادي
    إلاّ علـى غـزوٍ يبيد به العِدى
    للـه من غـزو له وجهاد
    ما صونُ دين محمد من ضَيْمِه
    لاّ بسـيفك يـوم كلِّ جلاد
    وطلوع رايـاتٍ وقـود جحافل
    وقـراع أبطـال وكرِّ جياد


    ويقول ابن هانئ مادحاً إبراهيم بن جعفر:

    لا أرى كابن جعفـر بن عليّ
    ملكـاً لابسـاً جلالة مُلْك
    مثلُ ماء الغمام يندي شـباب
    وهو في حُلّتي تَوَقٍّ ونُسك
    يطأ الأرض فالثرى لؤلؤ رطب
    وماء الثرى مُجَاجة مسك


    ويقول ابن زيدون للوليد بن جهور:

    للجهوريِّ أبي الوليـد خلائق
    كالروض أضحَكه الغمام الباكي
    ملكٌ يسوس الدهرَ منه مهذبٌ
    دبيـره للمُلـك خيـر مِـلاك
    جـارى أباه بعدما فات المدى
    فتـلاه بيـن الفـوت والإدراك






    الرثاء

    أما شعر الرثاء في الأندلس في معناه التقليدي فلم يكن من الأغراض الرائجة
    وظل يحذو حذو نماذج الشعر المشرقي حين يستهلّ برد الفواجع ووصف المصيبة
    التي حلت بموت الفقيد، وعادة تستهل القصيدة بالحِكَم وتختتم بالعظات
    والعبر. أما رثاء المدن والممالك، فهو الغرض الأندلسي الذي نبعت سماته
    وأفكاره من طبيعة الاضطراب السياسي في الأندلس، وكان مجال إبداعٍ في الشعر
    الأندلسي، وقد ظلت قصيدة أبي البقاء الرَّنْدِي التي مطلعها:



    لكــــــــل شيء إذا ما تم نقصان
    فـــــــلا يغر بطيب العيش إنسان


    ورائية ابن عبدون:
    الـــــــدهر يفجع بعد العين بالأث
    فما البكاء على الأشباح والصور


    وسينية ابن الأبَّار:
    أدرك بخيلك خـــــــيل الله أندلسا
    إن الطريق إلــــى منجاتها درسا



    عدا ما قيل في مراثي بني عبّاد ووزيرهم المعتمد، ظل كل ذلك من عيون الشعر العربي عامة والأندلسي خاصة.




    الفلسفة

    كما طوع شعراء الأندلس الفلسفة للشعر والشعر للفلسفة، فصوروا الخواطر
    النفسية والتأملات الفكرية مما يُعد مجال إبداع في هذا اللون من الشعر،
    ونمثل لهذا الغرض بقول أمية بن عبد العزيز:



    وما غربة الإنسان في غير داره
    ولكــــنها في قرب من لا يشاكله


    أو قول الآخر:
    تفــــــكـر في نقصـان مالك دائماً
    وتغفـــــــــل عن نقصان جسمك والعـــمر ويقول الشاعر الغزال:
    أرى أهـــــــــل اليسار إذا تُوُفُّوا
    بَنـوا تلك المــــــــقابر بالصخور

    أبــــــــــــــوْا إلاّ مُبَاهـاة وفـخـر
    عــــــلى الفقراء حتى في القبور

    إذا أكـــــــــــل الثـرى هذا وهذا
    فمـا فضل الـــــــغنيّ على الفقير






    الزهد والتقشف

    أما شعر الزهد والتقشف والمدائح النبوية، فقد تفوقوا فيه على شعراء المشرق
    من حيث غزارة الإنتاج وتوليد المعاني ورسم الصور المؤثرة القوية، ويلفت
    النظر أن عدداً من شعراء الأندلس أدركتهم التوبة بعد طول حياة لاهية فوجهوا
    طاقتهم الشعرية في آخر أيامهم إلى طلب مغفرة الله ومرضاته وإلى ذم حياة
    اللهو والمجون والدعوة إلى الزهد والتقشف، ومن أشهرهم في هذا المقام ابن
    عبد ربه وابن حمديس والغزال.



    ويقول ابن عبد ربه:
    إنّ الذيـن اشـــــتروا دنيا بآخرة
    وشـقوة بنعيم، ســــاءَ ما تجروا
    يا من تلهىَّ وشيب الرأس يندبه
    ماذاالذي بعد وَخْطِ الشيب تنتظر
    لو لم يكن لك غيرالموت موعظة
    لكـان فيـه عـن اللــــذات مزدجر




    الطبيعة

    وكان لطبيعة الأندلس الأثر الحاسم في جعل شعر الطبيعة من أميز أغراض الشعر
    الأندلسي، وتمثل طبيعة الأندلس الرائعة الملهم الأول لشعرائها، وقد عبّر
    ابن خفاجة أشهر شعراء الطبيعة في الأندلس عن هذه الصلة فقال:



    يا أهـــــــــــل أندلـس للـه درُّكمُ
    مـاءٌ وظـــــــــلٌ وأنهار وأشجار
    ما جنة الخــــــــلد إلاّ في دياركمُ
    ولو تخيرت هــــــــذا كنت أختار



    ويتَّسِم هذا اللون من الشعر بإغراقه في التشبيهات والاستعارات وتشخيص
    مظاهر الطبيعة وسمو الخيال، كما كان يعتبر غرضاً مستقلاً بذاته ولا يمتزج
    بأغراض أخرى، وإن امتزج بها لم يتجاوز الغزل أو مقدمات قصائد المدح.



    ويعد معظم شعراء الأندلس من شعراء الطبيعة، فكل منهم أدلى بدلوه في هذا
    المجال إما متغنياً بجمال طبيعة الأندلس أو واصفاً لمجالس الأنس والطرب
    المنعقدة فيها، أو واصفاً القصور والحدائق التي شُيدت بين أحضان الطبيعة،
    ولذلك كان كل شعراء الأندلس ممن وصفوا الطبيعة، ويُعدُّ الشاعر ابن خفاجة
    الأندلسي المقدَّم بين هؤلاء الشعراء إذ وقف نفسه وشعره على التغني
    بالطبيعة لا يتجاوزها وجعل أغراض شعره الأخرى تدور حولها.




    رثاء الأندلس

    ودعونا أعزائنا القــراء نبحر مع الشاعر/ أبي البقاء الرندي في رثائه للأندلس حيث يقول:



    لكــــل شـيء إذا مــــا تمّ نقصـان
    فـــــــلا يغـرّ بطيب العيش إنسـان
    هي الأيـام كمـــــــا شـاهدتها دول
    من سـرّه زمــــــن سـاءته أزمان
    وهـذه الـــــــدار لا تبقي على أحد
    ولا يـدوم على حـال لـــــــها شان
    أين مــــــــــا شـاده شـدّاد في أرم
    وأين ما ساسه في الفرس ساسان
    وأين مـا حــــازه قارون من ذهب
    وأيـن عـاد وشـدّاد وقحطـــــــــان
    أتى عــــــلى الكـل أمـر لا مرد له
    حتى قضـوا فكــــأن العدم ما كانوا
    وصار ما كــان من ملك ومن ملك
    كما حكى عن خيال الطيف وسنان
    كأنمـا الصعب لـــم يسهل له سبب
    يومـاً، ولا ملـك الـــــدنيا سـليمان
    فجـائع الدنيـا أنـواع مــــــــنوّعـة
    وللـزمـان مـــــــــــرّات وأحــزان
    وللحـوادث سـلوان يسـهلــــــــهـا
    ومـا لمـا حـلّ بالإســــــلام سلوان
    دهـى الجزيرة أمـر لا عـــــزاء له
    هـوى لـه أحـد وانهـد نهــــــــلان
    أصابها العين في الإسلام فارتزأت
    حتـى خلـت منـه أقـــــطار وبلدان
    فاسأل (بلنسية) ما شأن (مرسية)
    وأيـن (شـاطـــبة) أم أين (حيان)؟
    وأيـن (قـــــرطبة) دار العلـوم فكم
    مـن عـالم قد سما فيها لـــه شان؟
    وأين (حمص) وما تحويه من نزه
    ونهــــرهـا العـذب فيـاض وملاّن؟
    قواعـد كـن أركـان البـلاد فـــــــما
    عسـى البقـاء إذا لـــم يبق أركان؟
    تبكي الحنيفية البيضاء من أسـف
    كمـا بكـى لفـراق الإلف هيمـــــان
    عــــــلى ديـار من الإسـلام خـالية
    قـد أقفـرت ولـــــها بالكفر عمران
    حيث المسـاجد قــد صارت كنائس
    مــــا فيهـنّ إلا نواقيـس وصلبـان
    حتى المحــاريب تبكي وهي جامدة
    حتى المنـابر تبكي وهـي عـــيدان
    يا غـافلاً وله فــــي الدهر موعظة
    إن كنت فـــي سـنة فالدهر يقظـان
    وماشـياً مرحـاً يلهيـه مـــــــوطنه
    أبعـد (حمص) تغرّ المـرء أوطان؟
    تلك المصيبة أنسـت مـا تقــــدمها
    ومالهـا من طـول الــــدهر نسـيان
    يا راكبين عنـاق الخيـل ضــــامرة
    كأنهـا في مجـال السـبق عــــقبان
    وحاملين سـيوف الهنـد مــــرهفة
    كأنهـا فـي ظـلام النقــــــــع نيران
    ورا لعيـن وراء البـــــحر في دعة
    لهـم بأوطــــــــانهم عـز وسـلطان
    أعندكـم نبـأ مـــــــن أهل أندلـس؟
    فقـد سـرى بحديـث الـــقوم ركبان
    كم يستغيث بنا المستضعفون وهم
    قتلـى وأسـرى فمـــا يهتز إنسان!
    مــــاذا التقاطـع في الإسـلام بينكم
    وأنتـم يـا عبـــــــــاد اللـه إخـوان
    يـا مـن لذلـة قــــــــوم بعد عزّتهم
    أحـال حالهـم جـور وطــــــغيــان!
    بالأمـس كانوا ملوكاً فـــي منازلهم
    واليـوم هـم في بــلاد الكفر عبدان
    فلـو تراهم حيـارى لا دلـــــيل لهم
    عليهـم فـي ثيـاب الـذل ألـــــــوان
    يـا رب أم وطفـــــــل حيـل بينهما
    كـــــــــمـا تفـرّق أرواح وأبـــدان
    وطفلةمثل حسن الشمس إذا طلعت
    كأنمـا هـي يـاقـوت ومرجــــــــان
    يقـودها العلج للمكـروه مكـــــرهة
    والعيـن باكيـة والقلـب حـــــيـران
    لمثـل هـذا يبكي القلب من كـــــمد
    إن كـــان في القلب إسـلام وإيمان

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 6:15 pm